ثقافة النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين ترد على بيان الجمعية التونسية للأئمة وتقول: لا للخطاب التكفيري
نشر في 09 ماي 2025 (09:23)

أصدرت النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين بيانا قالت فيه انه في الوقت الذي يُفترض أن تكون فيه الفنون، وخصوصًا السينما، جسرًا للتواصل الحضاري وفضاءً لطرح الأسئلة الإنسانية الكبرى بمسؤولية وإبداع، تابعت النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين باستياء كبير البيان الصادر عن "الجمعية التونسية للأئمة" على خلفية ومضة دعائية على منصة تونسية للفيلم القصير التونسي "دبوس الغول"
و حيث ان الشريط لم يعرض للعموم و إزاء ما ورد في ذلك البيان من اتهامات جزافية، وتضييق مرفوض لمفهوم الإبداع الفني تحت ذريعة حماية المقدسات،
تؤكد النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين ما يلي:
أولاً:
تُعبر النقابة رفضها التام لما جاء في بيان الجمعية من خطاب تكفيري وتضييقي يتنافى مع روح الحوار والاختلاف المشروع، ويهدد حرية الإبداع التي كفلها الدستور التونسي، ويضرب في العمق حق الفنان في طرح أعماله بعيدًا عن الرقابة المسبقة أو التضييق المجتمعي باسم الدين.
ثانيًا:
إن فيلم "دبوس الغول" هو نص إبداعي خيالي يستلهم أساطير شعبية وتاريخية ليعالج قضايا إنسانية عميقة حول الخوف، والاغتراب، والبحث عن الهوية. وهو لا يقصد أبدًا التعدي على الذات الإلهية أو الأنبياء، بل يوظف اللغة البصرية والرمزية لطرح تساؤلات فلسفية مستوحاة من الادب التونسي، وهو ما يختلف تمامًا عمّا ادّعته الجمعية من "تهميش وتجسيم ساخر".
ثالثًا:
إن الرسالة الفنية هي رسالة تحرر ووعي، وليس كما تحاول بعض الجهات تصويرها بأنها تهديد للقيم أو للخصوصية الدينية. فالفن لا يتعارض مع الدين عندما يُمارس بإبداع ومسؤولية، بل يمكن أن يكون مرآة لفهم الذات وتراثها بشكل نقدي وخلّاق.
رابعًا:
تدين النقابة دعوة الجمعية إلى وقف بث الفيلم و"المتابعة القضائية" لصناعه، باعتبارها دعوات غير دستورية، وتمثل تجاوزًا خطيرًا على الحريات الثقافية والإبداعية، وتطالب بعدم تحويل المساحات الإبداعية إلى ساحات للصراعات الأيديولوجية أو السياسية.
خامسًا:
تدعو النقابة وزارة الثقافة التونسية إلى الالتزام بمبدأ الحياد واحترام التنوع الفكري والفني، وعدم الانجرار وراء الضغوطات التي تستهدف تكميم الأفواه باسم "الرقابة الأخلاقية"، والعمل على دعم المشهد السينمائي الوطني بكل تنوعه وجرأته الفكرية.
وفي الختام، تؤكد النقابة المستقلة للمخرجين المنتجين أن السينما ليست مجرد فن، بل هي أيضًا أدوات لفهم العالم والتاريخ والذات، وأن الرقابة والمنع لن يُنجِبا سوى الجهل والجمود، بينما الحوار البنّاء والنقد الموضوعي هما السبيل الوحيد لبناء مجتمع مثقف ومتفتح.